في كل زمان العلم يحتل مكان الصدارة فلا يمكننا الحكم على زمان أو أي حضارة بأنها متقدمة أو متخلفة إلا إذا بحثنا عن قيمة العلم عندها وما مفهوم العلم وما المجالات التي درسوها في ذلك الزمان
ولكن ماذا حدث اليوم تراكمت العلوم حتى أصبحت متشعبة فلا يمكن لأحد أيا كان أن يكون عالم في مجال محدد فمثلا الطب أفرع ثم أفرع متخصصة بشدة والعلوم وكل الفنون حتى الرسم تنوع منه التشكيلي ومنه ومنه ولكن ما مكانة العلم في حضارتنا وما مكانة المعلم في زماننا
هل المعلم هو الملقن أم هو من وجد فرصة العمل ويتحايل على الظروف فلا يقدم شئ جديد للعلم ولكنه يعبث في حقائق العلم ليس من القشور ولكنه بأبعاد مختلفة
بصراحة أحزن على حال العلم وبل المعلم في زماننا فهو شخص غالبا بلا ثقافة فقط ساير المجتمع فوجد وظيفة وحقق كلمات على السبورة مطابقة تماما لما وجد في الكتاب بل اختصرها فلم يعطي لها معنى وبل أحيانا والأسوأ من ذلك يتبجح ويحدد سطرين من وسط آلالاف السطور ليضعها أمام الطالب فلا يحق له إلا ما يسمعه من معلمة ثم نقول للطالب أنت متأخر ولست متفوق نبحث عن درجات عالية توضع في سجلاتنا حتى نكون متميزين وسط المعلمين الآخرين ولا شئ غير ذلك نأسف لأننا لا نعرف كيف نأسف فنقول لا فائدة من الطلاب فهم مشغولون بكل تقنية يتراسلون ويقلدون ولكن من نحن ومن هم ؟
شئ يؤسفني كثيرا حينما أحد طالب يتفوق طوال السنوات ثم يتخرج بدرجات تعبر عن مدى فشل معلميه طوال السنوات وبل عن فشل النظام ولا يهتم المعلم بذلك لأنها تلحق بالطالب وصمة الاهمال والتقصير ولكن لو فكرنا أنها وصمة فشل ذريع لنا نحن المعلمين والمعلمات في جميع المراحل
فالطالب لم يعتاد على التفكير والتخطيط
فهو متلقي ويحفظ ثم يطبع وويل له أن يقلل من شأننا
فأين حصيلة المادة إذا أخفق الطالب في التحصيلي
وأين مهارة التفكير إذا كان المنهج يدعو بل جعلنا المنهج نسخ ولصق
عار على كل معلم وطالب وبل على التعليم كل من جعل الطالب صخره
لا نريد عباقرة فله استعدادات وراثية وبيئية ولكن نريد طالب يتخرج وهو يعرف على الأقل أن يدرس إخوانه وأم تربي أولادها
عيب علينا حينما نترك للطالب الفراغ ثم الفراغ في دائرة التخلف والتأخر ثم يصادفه الحظ لدخول جامعة مرموقة فيجد هناك الفرق بين فكره وبين غيره فيكرهنا نعم لابد أن يكرهنا فهو لم يستفيد منا غير أنه كان آلة طباعة لسنوات وسنوات
ما أهمية الثقافة أيها المعلم وأيتها المعلمة من المسؤول عن تخلفنا وحججنا الواهية عن إنشغالنا عن التدريس فلنترك الفرصة لجيل غيرنا إلا ألصقنا إخفاقنا بانشغالنا ففي وقت المدرسة نستطيع أن نحقق ثلاثة أرباع ما يطلبه منا التدريس وما يجب أن نغرسه في الطالب جميعنا مقصرين وأنا أولكم ولكني مقصر واعي وأريد التغيير وما توفيقي إلا بالله لأنني أخشى من سؤال ربي عن عملي وعن مدى حلال مالي دائرة متسعة لا أعرف ما مدى اتساعها ولكن فشل جيل وراء جيل لهو أكبر دليل على وضع قواعد جديدة نرغب ونأمل من الله أن يبصر قلوبنا بما يرضيه عنا في تلك المهنة التي تخترق العقول عقول خلفاء الله في الأرض
بقلم ملكة العناصر 15 / 4 / 1433 هـ