الخميس، 8 مارس 2012

حلم متى يتحقق

في كل زمان العلم يحتل مكان الصدارة فلا يمكننا الحكم على زمان أو أي حضارة بأنها متقدمة أو متخلفة إلا إذا بحثنا عن قيمة العلم عندها وما مفهوم العلم وما المجالات التي درسوها في ذلك الزمان 
ولكن ماذا حدث اليوم تراكمت العلوم حتى أصبحت متشعبة فلا يمكن لأحد أيا كان أن يكون عالم في مجال محدد فمثلا الطب أفرع ثم أفرع متخصصة بشدة والعلوم وكل الفنون حتى الرسم تنوع منه التشكيلي ومنه ومنه ولكن ما مكانة العلم في حضارتنا وما مكانة المعلم في زماننا 
هل المعلم هو الملقن أم هو من وجد فرصة العمل ويتحايل على الظروف فلا يقدم شئ جديد للعلم ولكنه يعبث في حقائق العلم ليس من القشور ولكنه بأبعاد مختلفة 
بصراحة أحزن على حال العلم وبل المعلم في زماننا فهو شخص غالبا بلا ثقافة فقط ساير المجتمع فوجد وظيفة وحقق كلمات على السبورة مطابقة تماما لما وجد في الكتاب بل اختصرها فلم يعطي لها معنى وبل أحيانا والأسوأ من ذلك يتبجح ويحدد سطرين من وسط آلالاف السطور ليضعها أمام الطالب فلا يحق له إلا ما يسمعه من معلمة ثم نقول للطالب أنت متأخر ولست متفوق نبحث عن درجات عالية توضع في سجلاتنا حتى نكون متميزين وسط المعلمين الآخرين ولا شئ غير ذلك نأسف لأننا لا نعرف كيف نأسف فنقول لا فائدة من الطلاب فهم مشغولون بكل تقنية يتراسلون ويقلدون ولكن من نحن ومن هم ؟
شئ يؤسفني كثيرا حينما أحد طالب يتفوق طوال السنوات ثم يتخرج بدرجات  تعبر عن مدى فشل معلميه طوال السنوات وبل عن فشل النظام ولا يهتم المعلم بذلك لأنها تلحق بالطالب وصمة الاهمال والتقصير ولكن لو فكرنا أنها وصمة فشل ذريع لنا نحن المعلمين والمعلمات في جميع المراحل 
فالطالب لم يعتاد على التفكير والتخطيط
 فهو متلقي ويحفظ ثم يطبع وويل له أن يقلل من شأننا 
فأين حصيلة المادة إذا أخفق الطالب في التحصيلي 
وأين مهارة التفكير إذا كان المنهج يدعو بل جعلنا المنهج نسخ ولصق 
عار على كل معلم وطالب وبل على التعليم كل من جعل الطالب صخره 
لا نريد عباقرة فله استعدادات وراثية وبيئية ولكن نريد طالب يتخرج وهو يعرف على الأقل أن يدرس إخوانه وأم تربي أولادها 
عيب علينا حينما نترك للطالب الفراغ ثم الفراغ في دائرة التخلف والتأخر ثم يصادفه الحظ لدخول جامعة مرموقة فيجد هناك الفرق بين فكره وبين غيره فيكرهنا نعم لابد أن يكرهنا فهو لم يستفيد منا غير أنه كان آلة طباعة لسنوات وسنوات 
ما أهمية الثقافة أيها المعلم وأيتها المعلمة من المسؤول عن تخلفنا وحججنا الواهية عن إنشغالنا عن التدريس فلنترك الفرصة لجيل غيرنا إلا ألصقنا إخفاقنا بانشغالنا ففي وقت المدرسة نستطيع أن نحقق ثلاثة أرباع ما يطلبه منا التدريس وما يجب أن نغرسه في الطالب جميعنا مقصرين وأنا أولكم ولكني مقصر واعي وأريد التغيير وما توفيقي إلا بالله لأنني أخشى من سؤال ربي عن عملي وعن مدى حلال مالي دائرة متسعة لا أعرف ما مدى اتساعها ولكن فشل جيل وراء جيل لهو أكبر دليل على وضع قواعد جديدة نرغب ونأمل من الله أن يبصر قلوبنا بما يرضيه عنا في تلك المهنة التي تخترق العقول عقول خلفاء الله في الأرض 
بقلم ملكة العناصر 15 / 4 / 1433 هـ